prayer-times
prayer-times
prayer-times
تحقيقات

“من الظلام إلى النور”.. الحاجة فاطمة (76 سنة) تتحدى الأمية وتحقق حلمها بقراءة القرآن

في قصة إنسانية ملهمة تعكس قوة الإرادة والعزيمة، استطاعت الحاجة فاطمة عبد الله، البالغة من العمر 76 عامًا، أن تقهر الأمية وتتعلم القراءة والكتابة رغم تقدم سنها. لم يكن دافعها سوى حلم بسيط وعظيم في الوقت ذاته: “نفسى أقرأ من المصحف بإيديا”، وهي العبارة التي اختزلت مشوار نضالها الذي استمر لعقود.

خرجت من التعليم بسبب الزواج المبكر

ولدت الحاجة فاطمة في إحدى قرى محافظة الشرقية، وتوقفت عن التعليم في سن مبكرة بسبب الزواج المبكر، حيث انتقلت من المدرسة إلى بيت الزوجية في عمر لا يتجاوز 13 عامًا. وبين مسؤوليات البيت وتربية الأطفال، ضاع حلمها في التعلم لسنوات طويلة، لكنها لم تستسلم.

حرصت أن أعلم أولادي التسعة

رغم أميتها، كانت الحاجة فاطمة حريصة على أن يتلقى أولادها التسعة التعليم الجيد، تقول:

“مكنتش بعرف أقرأ أو أكتب، لكن كنت دايمًا بوصي أولادي على التعليم، وكنت بفرح جدًا لما أشوفهم ماسكين كتبهم وبيذاكروا، وكنت أتمنى أكون زيهم.”

ولم يكن حلمها بالتعلم يقتصر على نفسها فقط، بل كانت تعتبر تعليم أبنائها رسالة تؤديها للمجتمع.

بعد ما شاب ودوه الكتاب.. ولكنها غيرت المعادلة

رغم تقدم العمر، التحقت الحاجة فاطمة مؤخرًا بفصول محو الأمية ضمن حملة “مصر بلا أمية”، ولم تخجل من الجلوس وسط الطالبات الصغيرات في السن. بل كانت قدوة للجميع، وأثبتت أن العمر ليس عائقًا أمام تحقيق الأحلام. وبالفعل، بعد عدة أشهر من الدراسة، نجحت في كتابة اسمها وقراءة الآيات الأولى من المصحف الشريف بصوت مرتعش مملوء بالفخر.

“مكنتش مصدقة إني بعد السنين دي كلها هقرأ فعلاً.. كنت فاكرة إن الموضوع خلاص فات أوانه، لكن لما بدأت أفك الحروف حسيت إني تولدت من جديد.”

قاهرة الأمية: من الظلام إلى النور

أصبحت الحاجة فاطمة اليوم رمزًا للمرأة المصرية المكافحة التي لم تستسلم لظروف الحياة. ورُصدت لها لقطات مصورة وهي تتلو آيات من القرآن الكريم بصوتها المتأثر، في مشهد أبكى كل من شاهده. وتصدرت قصتها مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم #قاهرة_الأمية و**#من_الظلام_إلى_النور**.

ووجهت رسالة إلى كل النساء قائلة:

“مافيش حاجة اسمها اتأخرت.. اللي نفسه يتعلم يبدأ.. النور بييجي في أي وقت طالما القلب عايز.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى